إيلاف >> سياسة |
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2005/12/114785.htm
English Version
Jews of Egypt (eng)Commentary (in English)
By Dr. Rami Mangoubi on the article The Jews of Egypt
يهود مصر
GMT 3:30:00 2005 الخميس 22 ديسمبر | . نبيل شرف الدين |
سياسة ومسرح وسينما وصحافة واقتصاد وغناء
نوستالوجيا الزمن الجميل تداعب ذاكرة يهود مصر
الكنيس اليهودي |
شارون قاتل الأطفال
وترصد الدراسات بالأرقام الهجرة اليهودية من مصر في أعقاب حرب 1948 وحتى عام 1952 وظلت مصر الدولة في عهدها الملكي حريصة على صلتها الودية بمواطنيها اليهود، وحتى في بداية حركة يوليو قام الرئيس محمد نجيب خلال "يوم كيبور" الذي حل في 25 تشرين الأول (اكتوبر) 1952 بزيارة اليهود القرائين وهنأهم بالعيد، ومازالت تهنئته محفوظة بسجل المعبد اليهودي بالعباسية حتى يومنا هذا ، لكن بعد تهميش نجيب ووضعه رهن الإقامة الجبرية، وانقضاض عبد الناصر على مقاليد السلطة تغير الحال إلى النقيض.
وفي الوقت الذي تسود فيه مشاعر السخط على الوطن الأم لدى العديد من الجماعات اليهودية التي هاجرت إلى إسرائيل، لا زال يهود مصر يراودهم الحنين إلى الوطن الأم، فكما أسلفنا لم يكن يهود مصر يوماً مجرد جالية أجنبية أو أقلية عرقية، بل كانوا جزءاً من نسيجها الوطني يتمتعون بما يميز شعبها من خفة دم وروح دعابة وكرم ضيافة وحسن معشر، وقبل قيام إسرائيل كان التسامح التلقائي وعلاقات الود تسود الجميع، مسلمين وأقباطاً ويهوداً، يجاملون بعضهم في الأفراح والأتراح، ويهنئون بعضهم في الأعياد والمناسبات، يسهرون على أغاني أم كلثوم ويضحكون على مسرحيات الريحاني، ويحرص يهود مصر على التأكيد بأنهم مختلفون عن غيرهم من اليهود المهاجرين لإسرائيل، ففي أكثر من مناسبة أعلنت كارمن واينشتاين رئيسة الطائفة اليهودية في مصر أن الطائفة لا تمت لإسرائيل بأية صلة، وهاجمت مراراً سياسة شارون وقالت إنه "رجل شرير وقاتل أطفال"، ورفضت استقبال مبعوث منه.
وأكدت رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ،إنها لن تسمح لأحد من اليهود المصريين برفع دعاوى للمطالبة بتعويض عن أملاك اليهود في مصر والتي تمت مصادرتها أثناء حكم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وقالت: "إن من لديه حقوقا ويملك مستندات عن عقارات فليتقدم إلى القضاء المصري" اذي أكدت ثقتها فيه.
وأضافت السيدة واينشتاين في تصريح خاص لـ "إيلاف" قائلة: "نحن طائفة يهودية مصرية وليست إسرائيلية، فاليهودية دين، بينما الإسرائيلية جنسية وليس لنا أي علاقة بإسرائيل من قريب أو بعيد، وقد رفضنا منذ نصف قرن الهجرة إليها، ومازلنا نرفض حتى زيارتها".
حنين اليكتروني
المقبرة اليهودية |
المسرح
عرف المصريون المسرح على يد يعقوب صنوع الشهير بلقب "أبو نضارة"، الكاتب الشاعر والمخرج والموسيقي والصحافي اليهودي المصري، وهو من مواليد حي باب الشعرية عام 1839م، وكان يتقن عدة لغات أجنبية، وعمل مدرساً بمدرسة الفنون والصناعات إلى أن اتخذ من مقهى في حديقة الأزبكية مسرحاً لفرقته المسرحية سنة 1870م، وظل يقدم الروايات الكوميدية والتراجيدية، مثل "العليل" و"الصداقة" و"البرجوازي" و"بورصة مصر" و"الأميرة الإسكندرانية"، وقد حظي يعقوب صنوع بتقدير الخديوي إسماعيل، مما جعله يطلق عليه لقب "موليير مصر" ودعاه لتقديم بعض رواياته في مسرحه الخاص بالقصر.
وهناك أيضاً الفنانة نجوى سالم واسمها الحقيقي نينات شالوم، التي لمعت في فرقة نجيب الريحاني، وامتدت موهبتها إلى العديد من الفرق المسرحية، وأسندت إليها بطولة عدة أفلام، واقترنت لفترة بالصحافي عبدالفتاح البارودي، ومنحها الرئيس الراحل أنور السادات شهادة تقدير، ومعاشاً استثنائياً مدى الحياة، حتى توفيت عام 1988.
السينما
يهود مصر |
الغناء
وفي الغناء، سطع نجم ليلى مراد المولودة في الظاهر بالعباسية في فبراير 1917، لأب يهودي مصري هو إبراهيم زكي مردخاي المطرب والملحن الشهير في العشرينيات، وأم يهودية بولندية هي جميلة "سالمون" التي أنجبت مراد وإبراهيم وملك ومنير وسميحة، وكانت ليلى كبرى البنات، وتزوجت ليلى الفنان أنور وجدي عام 1945، ثم انفصلت عنه وعادت إليه ثلاث مرات، ورغم ذلك فقد ظلت الشائعات تلاحقها طوال عمرها بسبب جذورها اليهودية، وكان أخطرها شائعة تبرعها بمبلغ 50 ألف جنيه لإسرائيل عام 1952، حيث نشرت جريدة الأهرام القاهرية حينئذ خبراً "اتضح كذبه" من مراسلها في دمشق في 12 أيلول (سبتمبر) عام 1952، جاء فيه "أن الحكومة السورية قررت منع أغاني ليلى مراد وأفلامها في سوريا، لأنها تبرعت لإسرائيل بملغ 50 ألف جنيه" وأثار الخبر حينها زوبعة واسعة، مما استدعى التحقيق معها قضائيا، وأفضى التحقيق إلى براءتها من هذه التهمة، بل ومنحها شهادة تقدير من القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1952.
وتزوجت ليلى بعد ذلك الرائد المصري "محمد وجيه أباظة"، ضابط مجلس قيادة الثورة وسليل الأسرة الأباظية العريقة، والذي كان مكلفاً بالتحقيق معها فيما نُسب إليها، وقد أنجبت منه ابنها أشرف، ثم طُلقت منه وتزوجت من بعده المخرج المعروف فطين عبدالوهاب، حيث أنجبت ابنها المخرج زكي فطين عبدالوهاب، ثم طُلقت منه عام 1969، كما لمع شقيقها منير مراد، ملحناً وممثلاً متميزاً وتزوج الفنانة سهير البابلي، وقد أمضى بقية عمره القصير مغترباً ووحيداً في باريس.
وأخيراً ما زالت مصر تحتفل حتى الآن بذكرى الفنان اليهودي المصري الشهير داود حسني، واسمه الحقيقي "دافيد حاييم ليفي" في العاشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، باعتباره أحد أعمدة التلحين والغناء المصري الذين ساهموا في تطويره بشكل يؤكده كل دارس لتاريخ تطور الغناء في مصر .